Blog

جدل واسع على مواقع التواصل بعد تصحيح ولي العهد السعودي لكلمة أمير الكويت بشأن “الحوثيين”

أثار مشهد تصحيح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لكلمة أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بين من اعتبره موقفًا بروتوكوليًا طبيعيًا، ومن رأى فيه مساسًا بمكانة أمير الكويت.

وحتى اللحظة، وبعد مرور يومين على المشهد، ما زال النقاش المحتد مستمراً.

الجدل بدأ خلال كلمة أمير الكويت في القمة الخليجية، عندما أشار إلى “السلطات المعنية في صنعاء” في سياق الحديث عن البيانات الخليجية المرحّبة بمبادرة وقف إطلاق النار في اليمن، وهي الصيغة التي سبق أن استخدمتها سلطنة عمان وقطر في بيانات رسمية أصدرت يوم 6 مايو 2025، ولاحقتها الكويت بتبنّي صيغة مشابهة.

لكن أثناء الكلمة، بادر ولي العهد السعودي إلى طلب “تصحيح” العبارة، ليقوم أمير الكويت بالفعل بتعديلها إلى “السلطة غير الشرعية في اليمن”، في إشارة إلى جماعة الحوثي.

هذا التفاعل العلني بين الزعيمين فتح الباب أمام سيل من التعليقات، إذ انقسم الرأي العام الخليجي والكويتي بين من اعتبر الأمر طبيعيًا ومنسجمًا مع وحدة الموقف الخليجي تجاه الحوثيين، وبين من استنكر ما وصفوه بإهانة رمزية لأمير الكويت، واعتبروه خضوعًا غير مبرر لتوجيه سعودي، خصوصًا أن العبارة الأصلية لم تكن خروجًا عن السياق الدبلوماسي المعتمد سابقًا.

تفاعل المستخدمين:

  • كتب أحد المغردين: “أبدًا لم يُخطئ صاحب السمو أمير البلاد، وما قاله صحيح، وما فعله بعد ذلك كذلك صحيح… الكويت دائمًا محايدة وتسعى للمصالحة”.
  • فيما قال آخر بغضب: “شوف كيف مهانة أمير الكويت لما أمره محمد بن سلمان بالتراجع عن وصفٍ لم يكن خطأ أصلًا، ثم لا يعتذر لأحد عن تعليق مجلس الأمة”.

ويشير مراقبون إلى أن الحساسية المتزايدة تجاه مكانة الكويت ودورها التاريخي كوسيط خليجي محايد جعلت هذا المشهد محط انتباه غير عادي، كما ألقى الضوء على توازنات القوة داخل مجلس التعاون الخليجي، وحجم الدور السعودي في توجيه الخطاب الإقليمي.

حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الديوان الأميري الكويتي أو من الجانب السعودي لتوضيح ملابسات الموقف، لكن الحادثة تواصل إشعال منصات التواصل وسط تساؤلات حول طبيعة العلاقات الخليجية الداخلية، وحدود التمايز بين الاستقلالية السيادية والتنسيق السياسي.