
“وجوه مألوفة، ولاءات مضمونة… والإصلاح مجرد عنوان!”
جوبوست
٢١ أيار ٢٠٢٥
في وقت يغلي فيه الشارع الأردني من الأزمات المتراكمة، تبدأ الحكومة بحراك إداري ووزاري تُسوّقه كخطوة نحو الإصلاح الاقتصادي وتنشيط الاستثمار.
لكن المتتبع للمشهد لا يرى سوى تمويه سياسي مكشوف، يعيد تدوير الولاءات القديمة في عباءات جديدة.
- عودة الوجوه ذاتها: المجالي وملحس
تم تعيين شادي المجالي رئيسًا لمجلس مفوضي العقبة، في خطوة تترافق مع “حزمة تحفيزية للاستثمار” في المدينة. لكن التعيين تم بمعزل عن وزارة الاستثمار التي يبدو أنها أصبحت مجرد ديكور، وسط أنباء عن نية لنقل وزيرها مثنّى الغرايبة إلى موقع آخر.
أما الأخطر، فهو تعيين عمر ملحس، وزير المالية الأسبق، لرئاسة جهاز استثمار الضمان الاجتماعي، أحد أخطر المراكز المالية في الدولة.
لكن المفارقة: ملحس اشترط ألّا يتفرغ للمهمة!
بمعنى آخر، إدارة مليارات الأردنيين ستتم بشكل جزئي… وكأنها وظيفة شرفية، لا مسؤولية سيادية.
- التعديل الوزاري: شمولية بلا مضمون
النظام لا يكتفي بإعادة تدوير الوجوه في “المفوضيات” و”المؤسسات”، بل يمتد ذلك إلى تعديل وزاري محدود ولكن شمولي، يُعدّ له منذ انتهاء الدورة البرلمانية العادية.
وفقًا للتسريبات، فإن التعديل قد يشمل:
تنقلات داخل الوزارات.
إقالات لمجموعة من الوزراء الحاليين.
تغييرات في مواقع استشارية سيادية ومجالس مفوضين.
إحلال بعض الشخصيات “الولائية” الموثوقة بدلًا من أخرى.
لكن في العمق، هذه ليست تغييرات نابعة من رؤية جديدة، بل هي ضبط للمشهد الداخلي، وترتيب للولاءات، وإرضاء لأطراف النفوذ.
- البرلمان… سلطة مع وقف التنفيذ
يتحدّث النظام عن “دورة استثنائية صيفية للبرلمان”، وكأن البرلمان هو أداة تُستخدم عند الحاجة وتُركن عند الانتهاء.
هل هذا برلمان؟ أم موظف موسمي؟
كيف يمكن الحديث عن مؤسسات تشريعية مستقلة، بينما الملك هو من يقرّر متى يُفتح البرلمان، ومتى يُعلّق، ومتى يُعاد تفعيله؟! - المشهد الحقيقي: أزمة تزداد عمقًا
الأسماء تتكرر.
التدوير مستمر.
المحسوبيات أقوى من أي برنامج إصلاحي.
والشارع يفقد الأمل في أي تغيير حقيقي.
- الغضب الشعبي قادم
مع كل هذه المسرحيات السياسية، تزداد قناعة الأردنيين بأن لا شيء سيتغيّر ما دام نفس الأشخاص يُديرون اللعبة.
الخطورة أن هذا الغضب لم يعد مكتومًا، بل بات واضحًا في كل بيت، وكل مؤسسة، وكل شاشة هاتف.
الخلاصة :
ما يحدث ليس إعادة بناء… بل إعادة ترتيب لكراسي داخل سفينة تغرق.
“رجال النظام” يتنقلون من موقع إلى آخر، بينما الناس يُطلب منها الصبر، والانضباط، وتحمل النتائج.
جو بوست: لأن صوت الناس لا يُقصى، والحقيقة لا تُجمَّل!
JoPost جو بوست