
عمان، الثامن من يونيو – في خطوة احتفالية بالحدث الكروي الأبرز للأردن، قدم صانع المحتوى الرياضي محمد عواد عبر قناته على يوتيوب “سيلفي سبورت” فيديو خاصًا يستعرض فيه المسيرة الكاملة للمنتخب الأردني في تصفيات كأس العالم، من مونديال 1986 وحتى التأهل التاريخي الأخير. يركز الفيديو، الذي يأتي على شكل ذكريات شخصية للمتحدث كمشجع، على المعاناة والأحزان والأفراح التي عاشها الجمهور الأردني على مدار 11 تصفيات سابقة لم تكلل بالنجاح، وصولاً إلى الإنجاز الحالي.
ويأتي هذا العمل ليعكس الفرحة العارمة التي اجتاحت الشارع الأردني بعد التأهل للمونديال لأول مرة، وهي فرحة فاقت أحيانًا بهجة الأعياد الرسمية، بحسب عواد.
أبرز محطات الرحلة المونديالية وفقاً لذكريات محمد عواد:
- مونديال 1986: البداية التاريخية
- كانت أول مشاركة للأردن في تصفيات كأس العالم ضمن مجموعة ضمت قطر، العراق، ولبنان الذي انسحب لاحقاً.
- شهدت أول مباراة للأردن في التصفيات، بتاريخ 15 مارس 1985 في عمان ضد قطر، تسجيل المدافع عصام التلي أول هدف تاريخي للأردن في الدقيقة 83. هذا الهدف ظل محفوراً في ذاكرة الأردنيين لسنوات طويلة.
- رغم ذلك، كان هذا هو الفوز الوحيد للأردن في تلك التصفيات، وتأهل العراق.
- مونديال 1990: انتصارات جديدة وواقعة مثيرة للجدل
- حقق المنتخب الأردني أول انتصارين له في تصفيات كأس العالم على عمان ذهاباً وإياباً.
- شهدت التصفيات واحدة من أكثر الحوادث جدلاً في تاريخ الكرة الأردنية؛ ففي مباراة الأردن وقطر في عمان، سجل اللاعب خالد عوض هدفاً في الدقيقة 90 من ركلة حرة. تسبب نزول الجماهير إلى الملعب في إطالة الوقت بدل الضائع لأكثر من عشر دقائق، مما سمح لقطر بتسجيل هدف التعادل، وشعر الكثير من الأردنيين حينها بالظلم وتذكروا اسم الحكم الهندي سيد إقبال لسنوات.
- مونديال 1994: دمج الشرق والغرب
- لأول مرة دمجت تصفيات شرق آسيا وغربها، وواجه الأردن منتخبات مش متعود عليها مثل الصين وباكستان، بالإضافة إلى اليمن والعراق.
- من أبرز ذكريات هذه التصفيات مباراة الأردن والعراق، حيث تقدم الأردن بهدف، لكن العراق تعادل متأخراً. لم يتأهل الأردن، وخرج العراق لاحقاً من التصفيات لظروف معقدة.
- مونديال 1998: بداية ثنائية كروية
- تميزت هذه التصفيات بكونها الأقل تذكراً في ذكريات الأردنيين.
- شهدت هذه التصفيات ظهور ثنائية اللاعبين بدران الشقراني وجوريس تادرس.
- مونديال 2002: صدمة تركمانستان وهدف لا يُنسى
- واجه الأردن منتخبات لم يكن يعرف عنها الكثير، مثل الصين تايبيه وأوزبكستان وتركمانستان.
- الصدمة الأكبر كانت الخسارة ذهاباً وإياباً أمام تركمانستان، التي تسببت في إقصاء الأردن.
- مع ذلك، شهدت هذه التصفيات أحد أجمل الأهداف في تاريخ الكرة الأردنية، عندما سجل عصام أبو طوق هدفاً خرافياً من منتصف الملعب في مرمى أوزبكستان.
- مونديال 2006: حلم المونديال الحقيقي الأول
- جاء هذا الحلم بعد مشاركة أردنية “خرافية” في كأس آسيا 2004، بوجود المدرب محمود الجوهري وجيل مميز من اللاعبين يتقدمهم الحارس عامر شفيع.
- حقق الأردن بداية قوية بفوزين على لاوس وقطر.
- الذروة كانت الفوز التاريخي على إيران 1-0 في ملعب آزادي بطهران، بهدف هيثم الشبول في الدقيقة 83، واعتبر الأردنيون حينها أنهم أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز على الأراضي الإيرانية.
- لكن الأمل تبدد بالخسارة في مباراة الإياب في عمان أمام إيران التي استعانت بلاعبيها “الكلاسيكيين” مثل علي دائي وخداداد عزيزي.
- مونديال 2010: للتاريخ.. والنسيان!
- وصفت هذه التصفيات بأنها “للنسيان حرفياً”.
- شهدت هذه التصفيات تعادل الأردن مع كوريا الجنوبية 2-2 في كوريا بعد أن كان متأخراً بهدفين.
- حقق الأردن “انتقاماً” بفوزه على تركمانستان ذهاباً وإياباً.
- مونديال 2014: الأمل الذي تحطم على صخرة الأوروغواي
- كانت هذه التصفيات طويلة وجميلة، وضمّت جيلاً واعداً مثل حسن عبد الفتاح وعبد الله ذيب وأحمد هايل.
- تأهل الأردن للملحق بعد احتلال المركز الثالث في مجموعته، ثم فاز في ملحق طويل جداً بضربات الترجيح على أوزبكستان بنتيجة 9-8.
- في الملحق النهائي، واجه الأردن مهمة مستحيلة أمام الأوروغواي، صاحبة المركز الثالث في مونديال 2010، والتي ضمت نجوماً عالميين مثل لويس سواريز، كافاني، وغودين. خسر الأردن 0-5 في عمان وتعادل سلبياً في مباراة الإياب.
- أثرت هذه التصفيات نفسياً بشكل كبير على الأردنيين، الذين شعروا أن الطريق دائمًا معقدة.
- مونديال 2018: تكرار عقدة آسيوية
- لم تكن هذه التصفيات كثيرة التذكر، حيث تصدرت أستراليا المجموعة ولم يتأهل الأردن كأحد أفضل أربع منتخبات احتلت المركز الثاني.
- تكررت “عقدة تركمانستان” ولكن هذه المرة مع قيرغيزستان، التي تسببت في عدم تأهل الأردن.
- التأهل التاريخي: مدربين عرب وجدية غير مسبوقة
- يُشير عواد إلى أن المنتخب الأردني يقدم أداءً أفضل عادةً مع المدربين العرب، مستشهداً ببطولة كأس آسيا “الخرافية” الأخيرة مع المدرب المغربي عموتة، والتي رفعت معنويات اللاعبين والجمهور.
- كان المدرب المغربي جمال سلامي هو من قاد المنتخب هذه المرة إلى الإنجاز التاريخي والتأهل للمونديال، حيث لعب اللاعبون “بجدية” في كل مباراة.
- يعبر عواد عن ثقته بأن كل العرب سيشجعون الأردن في المونديال، معبراً عن شعور جميل بأن منتخب بلاده سيتواجد في هذا المحفل العالمي.
- رسالة للجمهور والمشككين:
- يرد عواد على من يقللون من قيمة التأهل بسبب زيادة عدد المنتخبات إلى 48، مؤكداً أن النظام الجديد قد يشهد مفاجآت وخروج منتخبات كبيرة متعودين على رؤيتها في المونديال.
- كما يوجه رسالة لمن يسألون عن الأهداف في كأس العالم، قائلاً بوضوح إن الأردن يشارك لأول مرة، ولا يتوقع أحد الفوز بكأس العالم. ويذكر بمنتخبات كبيرة خرجت من الدور الأول في مونديالات سابقة، مثل فرنسا والأرجنتين 2002، إيطاليا 2010، إنجلترا 2014، وألمانيا وإسبانيا والبرتغال لاحقًا.
- الهدف الأساسي هو أن “نعمل ما علينا ونلعب”، وهذا بحد ذاته كافٍ لوجود اسم الأردن على الساحة العالمية.