
في خطوة مفاجئة لكن متوقعة، شارك جلالة الملك عبدﷲ الثاني في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات المنعقد في مدينة نيس الفرنسية، ضمن سلسلة مشاركات ملكية تؤكد أن المحيطات والبحار أكثر قربًا إلى القلب… من مياه سيل الزرقاء.
وأكد جلالته في كلمته أن “المسطحات المائية تعد موردًا حيويًا”، وهو ما أثار حيرة المراقبين في الداخل الأردني، الذين لا يعرفون هل الحديث عن المحيط الأطلسي أم عن بركة البيبسي في عمان.
وإذ أبدى الملك قلقه على مصير الشعاب المرجانية في العالم، تساءل بعض الأردنيين:
“يا جلالة الملك، هل من الممكن أن يقلق أحد على أسعار الأسماك في العقبة كما يقلق على المرجان؟”
🔹 وأعلن الملك عن إطلاق مركز عالمي لدعم المحيطات في العقبة، في إطار مبادرة الاقتصاد الأزرق، ليكون أول مركز عالمي بحري… في بلد لا يطل على أي محيط!
لكن المثير فعلاً، ليس المحيط ولا المرجان… بل جدول السفر الملكي الذي بات يتماوج كأمواج الأطلسي.
فمن مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، إلى قمة الاقتصاد في دافوس، إلى مؤتمر المياه في هولندا، ثم مؤتمر المحيطات في نيس، ما من مناسبة دولية إلا ويحضرها جلالته شخصيًا، متسلحًا بكلمة مكتوبة، وربطة عنق بحرية.
مصدر خاص (رفض الكشف عن اسمه لأنه لا يحب البحر) صرّح لنا:
“جلالة الملك يتحيّن أي فرصة للمشاركة في المؤتمرات الدولية… حتى لو كان المؤتمر عن حياة قناديل البحر في المحيط الهندي. المهم أن يبتعد عن مجلس الوزراء يومين.”
ويرى مراقبون أن كثافة المشاركات الملكية في المؤتمرات الخارجية تعكس التزام الأردن بالقضايا الدولية، لكنّ آخرين يرون أنها تعكس فقط التزامًا… بتجديد جواز السفر الدبلوماسي باستمرار.
في النهاية، يبقى السؤال:
“هل نحتاج إلى مؤتمر وطني لبحث أسباب المشاركة في المؤتمرات؟
وهل سيلقي الملك خطابًا في مؤتمر عن ضياع الوقت في المؤتمرات؟”
للتذكير فقط، لا يزال ملف الفقر والبطالة في الأردن بانتظار دعوة لحضور مؤتمر خارج البلاد… ليتم الالتفات إليه.