
ما هو الخبر؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هدد بتشديد موقف فرنسا تجاه إسرائيل، بما في ذلك احتمال فرض عقوبات، إذا لم تُخفف الحصار المفروض على قطاع غزة. كما لمح إلى إمكانية اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية في مؤتمر أممي قريب.
لماذا هذا الخبر مهم؟
لأن فرنسا، وهي دولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن، تتخذ لأول مرة لهجة حازمة ضد إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة. التحذيرات التي أطلقها ماكرون، بالإضافة إلى الانفتاح المحتمل على الاعتراف بدولة فلسطينية، تمثل تغيرًا ملحوظًا في سياسة باريس التقليدية التي كانت تتبنى مواقف أكثر حذرًا. كما أن دعوته لتشديد الموقف الأوروبي تعني احتمال حدوث تحول أوسع في الموقف الغربي تجاه إسرائيل.
ما هو السياق؟
جاء تصريح ماكرون في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، حيث تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا وتواصل عملياتها العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتهجير مئات الآلاف. فرنسا سبق أن أعربت عن قلقها، لكنها لم تلوّح من قبل بإجراءات ضغط. ماكرون الآن يتحدث بوضوح عن “وضع لا يمكن الدفاع عنه”، ويضع شروطًا إنسانية وسياسية مقابل استمرار علاقات فرنسا مع إسرائيل دون تغيير.
من جهة أخرى، تأتي التصريحات الفرنسية بالتوازي مع تحركات دول أوروبية أخرى (مثل كندا وبريطانيا) نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، في حين ترفض إسرائيل هذا التوجه بشدة وتعتبره “مكافأة للإرهاب”، بحسب وصف مسؤوليها.
ماذا يمكن أن نتوقع؟
- إذا استمرت إسرائيل في موقفها المتشدد، فقد نشهد تحركًا فرنسيًا داخل الاتحاد الأوروبي لدفع نحو فرض عقوبات أو إجراءات دبلوماسية.
- احتمال اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية خلال المؤتمر الدولي في 18 يونيو قد يفتح الباب أمام سلسلة اعترافات أوروبية، مما يزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا.
- في المقابل، من المتوقع أن تزداد حدة التوتر الدبلوماسي بين باريس وتل أبيب، مع احتمال اتخاذ إسرائيل خطوات انتقامية دبلوماسية أو إعلامية ضد فرنسا.
- الموقف الفرنسي قد يشكل ضغطًا إضافيًا على الولايات المتحدة لتخفيف دعمها غير المشروط لإسرائيل، أو على الأقل للقبول بحل الدولتين بجدية أكبر.
بالمجمل، هذا التصعيد الفرنسي ليس مجرد رد فعل على أزمة إنسانية، بل مؤشر على تحولات أعمق في المزاج السياسي الأوروبي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.