
في بث مباشر مؤثر مع الإعلامي الأردني علاء الفزاع، كشف الشاب الأردني عبد الله الروسان، الذي كان يبلغ من العمر 22 عاماً حين بدأت القصة، عن تفاصيل معاناته التي انتهت بحصوله على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، مع منعه من دخول بلده الأردن لمدة عشر سنوات. وأكد الروسان أنه لم يكن معارضاً ولم يحمل أي أجندات سياسية، بل كان مجرد شاب يبحث عن فرصة عمل بكرامة في وطنه، قبل أن يجد نفسه في دوامة من القمع والإهانة.
بداية الحكاية: الديوان الملكي وطلب لقاء الملك
عاد عبد الله إلى الأردن عام 2017 بعد سنوات قضاها في الولايات المتحدة منذ كان في السادسة عشرة من عمره. وفي عام 2018، قرر التوجه إلى الديوان الملكي لطلب وظيفة، وأصر على مقابلة الملك شخصياً باعتبار أن الديوان يمثل الشعب والملك، لا الموظفين.
وبعد انتظار وجدال، سُجل اسمه وتلقى اتصالاً بعد أسبوعين لتحديد موعد لقاء مع يوسف العيسوي في الديوان.
وعود لم تُنفذ
طلب عبد الله الانضمام إلى شركة الولاء، لكن العيسوي اقترح عليه التقدم إلى الأمن العام، وهو ما قبله احتراماً للمؤسسة الأمنية، ورفض أي دعم مالي عرض عليه. تم التنسيق مع محمد الزعبي وأصيل بيك من الديوان.
من الأمن العام إلى الدرك ثم الإهانة
بعد أيام، أُبلغ بأن كتاباً من الديوان أُرسل إلى مديرية الأمن العام. لكن عند مراجعته قيل له إنه لا يوجد أي كتاب باسمه. تدخل الزعبي وأكد وجود الكتاب، إلا أن دمج الأمن العام مع الدرك غيّر مسار طلبه، وطُلب منه مراجعة مديرية الدرك.
هناك، واجه العميد زيد جرادات، الذي رفض اعتماد كتاب الديوان بحجة أنه لا يعمل بالواسطة، وأمره بالعودة إلى من أرسله، في وقت شاهد فيه متقاعدين يُقبلون في نفس اليوم بالوساطة.
الانكسار وطلب سحب الجنسية
عاد عبد الله إلى الديوان ليُفاجأ برد صادم من محمد الزعبي: “دورنا انتهى”. في لحظة يأس، طلب الروسان تجريده من هويته الأردنية وسحب وثائقه لأنه لم يعد يعرف كيف يعيش في وطنه كلاجئ داخلي.
المشاركة في الاحتجاجات والاعتقال
بعد شعوره بالخذلان، بدأ بالمشاركة في مظاهرات سلمية، خاصة تلك المتعلقة بقضية الأمير حمزة. لم تكن مشاركته مسيئة لا للملك ولا للوطن، كما يقول. إلا أن ذلك جلب عليه حملة أمنية شرسة:
- تلقى اتصالاً من الأمن الوقائي يطالبه بالمراجعة.
- تواصل معه محافظ إربد رضوان العتوم.
- تم اعتقاله من منزله، وأُخضع لتحقيقات وُصفت بالمهينة في مركز أمن بني كنانة، حيث تم استجوابه حول “الداعم والممول”، وسُئل عن حقه في حرية التعبير.
الضرب والمهانة في الاستخبارات العسكرية
لاحقاً، استُدعي إلى الاستخبارات العسكرية رغم كونه مدنياً، وهناك بدأت فصول الإذلال الحقيقي:
- أُدخل إلى غرفة تحت الأرض تشبه الزجاج.
- ضُرب وكُسرت هويته الأردنية أمامه.
- أُهين هو وأسرته، وسُئل عن صلته بخاله، الكاتب عدنان الروسان، الذي نفى أي علاقة بنشاطه.
المنع من السفر والهرب من الوطن
فرضت عليه السلطات منع سفر لمدة سنتين، وتم إدراجه في قاعدة بيانات، وأُخذت منه عينة دم، وأُجبر على توقيع أوراق دون محامٍ. لم يجد خياراً سوى الخروج تهريباً من الأردن.
النهاية في أمريكا
في نوفمبر 2024، حصل عبد الله على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأُبلغ بمنعه من دخول الأردن لعشر سنوات. رغم كل ما مر به، قال إنه لا يزال يحب بلده وولاؤه للأردن لم يتغير، لكن تجربته تركت جرحاً غائراً.
واختتم حديثه برسالة للشباب الأردنيين:
“لا تطرقوا باب الديوان، فليس مفتوحاً للجميع. إنه حكر على أصحاب الحظوة، أما البقية، فمصيرهم الإهانة أو النفي”.