
بقلم: أردني لا يحتفل
في الوقت الذي يستعد فيه الأردنيون للمرور القسري على الذكرى الـ26 لما يسمى “عيد الجلوس الملكي”، لا يملك الفقراء، والعاطلون عن العمل، والمعلمون، وأصحاب الرأي، سوى أن يتساءلوا:
ما الذي نجني من هذا الجلوس سوى المزيد من الركوع؟
منذ 1999، تغيّر الأردن كثيرًا — لا تقدمًا، بل اختناقًا.
تضاعفت الأجهزة،
تآكلت الحريات،
كبرت العائلة المالكة وتضخمت ثرواتها،
وصغر المواطن، وتلاشى صوته، وتحوّلت كرامته إلى “خطر على الأمن الوطني”.
الملك يجوب المحافظات في جولات علاقات عامة مُكرّرة، و”الإنجازات” تبقى في نشرات الأخبار فقط. أما الواقع، فمستشفيات تتداعى، تعليم يُخصخص، وشباب يغادر الوطن أو يدفن أحلامه فيه.
يتحدثون عن تحديث سياسي؟
هل يقصدون برلمانًا مختنقًا بأغلبية مؤيدة للسلطة، ومعارضة مدجنة؟
هل التحديث يعني اعتقال النشطاء، ونفي السياسيين، وسنّ القوانين لقتل الكلمة؟
وفي يوم العرش… غزة تنزف.
الاحتلال يرتكب مجازر عند نقاط توزيع المساعدات، فيما الإعلام الرسمي يرقص على أنغام “الملك الإنسان”.
كيف يستقيم “العرش الهاشمي” مع هذا الصمت الخانق تجاه مجازر تُرتكب بحق شعب يفترض أنه “أولوية هاشمية”؟
أم أن التضامن لم يعُد إلّا ديكورًا في خطب القمم؟
🔻 هذا الجلوس لم يكن يومًا على العرش فقط… بل على صدورنا.
فمن لا يستطيع أن يحمي شعبه من الفقر، ولا جيرانه من الذبح، لا يستحق الاحتفال.
📌 للتأمل:
ما الفرق بين من “يجلس” منذ 26 عامًا، ومن “ينهض” من تحت الركام كل يوم في غزة؟