
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، استضاف التلفزيون الرسمي الأردني نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني، بعد أقل من 48 ساعة على ظهوره في قناة “كان” العبرية الرسمية، حيث أدلى بتصريحات اعتبرها كثيرون تبريراً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وموقفاً داعماً للتطبيع مع الاحتلال.
وكان العناني، الذي شغل أيضاً منصب رئيس الديوان الملكي الأردني سابقاً، قد قال خلال ظهوره على القناة العبرية إنه “يتفهم” ردة فعل الاحتلال الإسرائيلي على عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، معتبراً أن الرد الإسرائيلي كان مبالغاً فيه فقط من حيث حجمه، مشيراً إلى أن “قتل 50 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي أمر غير مقبول”، على حد تعبيره.
كما وجّه رسائل مباشرة إلى حركة حماس، داعياً إياها إلى التخلي عن الحكم في غزة والانتقال إلى ما وصفه بـ”الحياة المدنية” دون حمل السلاح، شريطة أن يتم ذلك بقرار فلسطيني داخلي، وليس بفرض إسرائيلي. ووصف الحركة بـ”المتطرفة”، معتبراً في الوقت نفسه أن الحكومة الإسرائيلية يهيمن عليها متطرفون أيضاً.
لكن التصريحات التي أثارت أعنف ردود الفعل كانت دعوته إلى التطبيع الكامل والعيش المشترك بين الشعب الأردني والإسرائيليين، معبّراً عن أمله في الوصول إلى “سلام دافئ” بين الطرفين. كما أبدى تعاطفاً مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، متمنياً عودتهم “قريباً إلى ذويهم”.
دلالات سياسية لاستضافة رسمية
اللافت أن التلفزيون الأردني الرسمي قام باستضافة العناني بعد هذه التصريحات مباشرة، وهو ما اعتبره مراقبون وناشطون نوعاً من الإقرار الرسمي أو التغطية على المواقف التي عبّر عنها في القناة العبرية. وأثارت الخطوة موجة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عما إذا كانت تصريحات العناني تعكس تحولاً رسمياً في الخطاب الأردني تجاه الاحتلال الإسرائيلي، في ظلّ العدوان المتواصل على غزة.
وطالب ناشطون الحكومة بتوضيح موقفها من تصريحات العناني، معتبرين أنه لا يحق لأي شخصية، مهما كانت مكانتها، التحدث باسم الشعب الأردني في قضايا مصيرية كالتطبيع والعلاقة مع الاحتلال.
ردود فعل غاضبة
على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر أردنيون عن غضبهم واستنكارهم الشديدين لما ورد في مقابلة العناني، مشيرين إلى أن دعواته للتطبيع تتناقض مع الإرادة الشعبية الأردنية الرافضة لأي علاقة مع الكيان الصهيوني. كما اعتبروا أن تعاطفه مع الأسرى الإسرائيليين، وتجاهله الكامل لمعاناة الأسرى الفلسطينيين، انحياز فاضح وغير مقبول.