
✍️ JoPost – عمّان | 1 حزيران 2025
في خطوة جديدة تعكس تمادي الاحتلال الإسرائيلي، مُنع وفد وزاري عربي رفيع المستوى من دخول مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ما اضطره لعقد اجتماع بالفيديو مع القيادة الفلسطينية من العاصمة الأردنية عمّان. غير أن الرد العربي الرسمي، الذي صدر لاحقًا، جاء باهتًا، وتكرر فيه خطاب الإدانة والمناشدة، دون أن يتضمن أي موقف عملي يوازي مستوى التحدي الإسرائيلي.
◾ وفد وزاري مُنع من أداء دوره السياسي
الوفد المنبثق عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن غزة كان يضم:
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (رئيس اللجنة)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي
وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي
وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الهدف من الزيارة كان لقاء القيادة الفلسطينية في رام الله لبحث جهود وقف إطلاق النار وتثبيت موقف عربي موحد ضد العدوان. لكن إسرائيل منعت دخول الوفد عبر التنسيق الأمني والسياسي، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية.
◾ البيان العربي: لغة إنشائية مألوفة
في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في عمّان عقب الاجتماع، صدرت عن الوزراء العرب عبارات معتادة مثل “ندين”، “نرفض”، “نؤكد”، و”نطالب”، دون أن تتضمن أي إجراءات تصعيدية، سياسية أو قانونية.
رغم أن وزير الخارجية السعودي أشار إلى أن “الحل العسكري فاشل”، ووزير الخارجية الأردني وصف منع الزيارة بأنه “عنجهية وتطرف”، إلا أن الخطاب العام بقي حبيس الأدبيات الدبلوماسية التي باتت بلا أثر فعلي، خصوصًا في ظل حرب إبادة مستمرة ومجازر موثقة.
◾ موقف لا يوازي الحدث
ما جرى يُظهر ليس فقط استهتار إسرائيل بالمبادرات العربية، بل يعري أيضًا غياب الإرادة الحقيقية للرد العربي، حيث لم يتجاوز الموقف سقف الشجب، ولم تُطرح خطوات بحجم:
تفعيل الضغوط السياسية الثنائية أو الدولية
أو تعليق العلاقات مع الاحتلال
أو حتى إحراجه على الساحة القانونية والدبلوماسية
◾ JoPost: حين تُواجه الجرائم بلغة المجاملة
الرد العربي الرسمي، كما تجلّى في بيان عمّان، عكس عجزًا لا عن الفعل فحسب، بل عن تبني خطاب سياسي يُقنع الشارع العربي ذاته. ففي ظل التهجير والقتل والتجويع، يتوقع الرأي العام مواقف تقطع مع اللغة الدبلوماسية الرمادية، لا تكررها.
في المقابل، تواصل إسرائيل فرض شروطها، ومنع الوفود، وحصار المدن، والإجهاز على القضية الفلسطينية، بينما لا تزال المؤسسات الرسمية العربية تتعامل مع المذبحة على أنها خلاف سياسي قابل للتفاوض.
✒️ JoPost – لأن الحقيقة أقوى من البيان، ولأن المجاملة لا تحمي الشعوب.
JoPost جو بوست