
في مواجهة ما وصف بأنه “صراع وجودي يستهدف الأردن كما يستهدف فلسطين”، دعت شخصيات سياسية وحزبية ونقابية وأكاديمية أردنية إلى تشكيل جبهة وطنية شعبية شاملة، مؤكدين أن “تحرير الأردن أصبح موضوع الساعة”، وأن “الاتفاقيات والمعاهدات مع العدو الصهيوني لا تشكل حصانة لحماية الوطن”.
جاء ذلك خلال لقاء حواري موسّع التأم يوم السبت 31 أيار في المقر الرئيسي للحزب الشيوعي الأردني في عمّان، بحضور واسع من مختلف المحافظات، ونُقل لاحقًا عبر قناة “أكاديمية فؤاد نصار” على يوتيوب (الفيديو مرفق أدناه). اللقاء تناول سبل مواجهة “التحولات الخطيرة” التي تهز المنطقة، وعلى رأسها دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في “حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني”.
“العدو الصهيوني لا يهدد فلسطين فقط، بل الأردن أيضًا”، بهذه العبارة لخّص أحد المتحدثين طبيعة التحدي، فيما شدد آخرون على أن الأولوية يجب أن تكون لمواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني، وإغلاق القواعد العسكرية الأجنبية، وإلغاء اتفاقية وادي عربة وملحقاتها.
كما تطرقت المداخلات إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مع دعوات لبناء اقتصاد وطني مستقل، يعالج الفقر والبطالة، ويعتمد نظامًا ضريبيًا أكثر عدالة. وفي الملف السياسي، حذر المشاركون من استمرار تقييد الحريات العامة، مطالبين بإلغاء قانون الجرائم الإلكترونية الذي يُستخدم لتكميم الأفواه، مشيرين إلى تراجع النقاش العلني حول القضية الفلسطينية نتيجة الخوف.
وأكد المجتمعون أن الجبهة الوطنية المرتقبة يجب أن تكون مفتوحة لكل القوى الوطنية، بعيدًا عن الإقصاء، وأن تبدأ من قضايا الناس المعيشية، مثل التعليم والصحة والنقل. وشدد بعضهم على ضرورة “فتح قناة حوار” مع جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها من القوى الشعبية المؤثرة، رغم الخلافات السابقة.
اختُتم اللقاء بالتأكيد على أن “قدرات الشعوب أقوى من كل الأساطيل”، وعلى أن التحولات الدولية الراهنة تتيح فرصة تاريخية لتوحيد الصف الوطني وإطلاق مشروع مقاوم جامع.
شارك في اللقاء وتحدث كل من:
أ. د. أحمد ماضي، خليل السيد (عن حزب حشد)، عماد المالحي (عن حزب الوحدة الشعبية)، حسني الصعوب، عزام الصمادي (عن النقابات المستقلة)، م. لبيب القمحاوي، أحمد الروسان، علي البطران (عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي)، د. نظام عساف، د. عبد الفتاح الكيلاني (رئيس المجلس المركزي لحزب المستقبل والحياة)، علي الطراونة (عن حزب حشد)، م. جميل الخطيب، د. حكمت القطاونة (عن الملتقى الوطني – الكرك)، إلى جانب مداخلات وتوضيحات متعددة من الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني، فهمي الكتوت.