
أثارت تصريحات العين سمير الرفاعي، رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية الأردنية، بعد حديثه عن الهوية الوطنية الأردنية وما وصفه بـ”التقصير الكبير في تقديم روايتنا الوطنية كقصة نجاح”.
الرفاعي اعتبر أن الهوية الوطنية الأردنية هي “هوية أردنية عروبية بثقافة حضارية إسلامية وسطية لا يختلف عليها عاقلان”، موضحاً أنها لم تتشكل مصادفة، بل تبلورت نتيجة مئات العوامل والكثير من التحديات والنضالات.
وقال الرفاعي إن أساس هذه الهوية كان “إصرار الأردن على الصمود في وجه كل التحديات وأحياناً المؤامرات”، مشيراً إلى أنها هوية حية تشكلت واستقرت عبر محطات من البناء والتضحيات، واكتسبت سماتها من “خصائص الشخصية الوطنية الأردنية التي تقوم على الانفتاح والاعتدال”.
دعوة للاعتزاز… وتحذير من الجحود
وأكد أن الاعتزاز بالوطن ليس تعصباً ولا مجرد شعارات، بل “اعتزاز بتضحيات كبرى وبمنجز حقيقي”، مشدداً على أن هذا الاعتزاز يبدأ من تقديم روايتنا الكاملة لمسيرة الدولة الأردنية، وحيثياتها، وإنجازاتها، وصمودها.
وأضاف: “تقديم الرواية الوطنية واجبنا تجاه أبنائنا والأجيال القادمة، حتى يعلموا أن الأردن هو حصيلة مسيرة طويلة شاقة محفوفة بالأزمات والمخاطر والتحديات، وهو بناء متصل وتضحيات لم تتوقف”.
لكنه لم يتردد في الإشارة إلى أن هناك “تقصيراً كبيراً وتأخراً” في تقديم قصة الوطن كقصة نجاح وإبداع وعطاء، داعياً كل أردني لأن “يفتخر ويتغنى بمنجزات وطنه الأغلى ومنجزات الآباء والأجداد”، ومشدداً: “يجب أن نلفظ كل من يجحد تجاه هذا المنجز العظيم”.
الهوية في مهب الريح
الرفاعي لم يُخفِ قلقه قائلاً: “الجامعات في الأردن أصبحت ملاذاً للهويات الفرعية القاتلة”، في حين يجب أن تكون مساحات لخلق الهوية الوطنية الجامعة. كما لفت إلى أن على المجتمع أن يكون “مجتمعاً عارفاً لكي يختار”.
وفي زمن تسيطر فيه وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد، أشار إلى أن “الإملاءات في الهوية لم تعد ممكنة”، حيث بات لكل شخص هويته الخاصة وصوته المستقل.
وطالب الرفاعي بـ”نظرة شاملة لتصحيح الوضع الثقافي والإعلامي”، مؤكداً ضرورة تطوير مخرجات الإعلام والدراما الأردنية، لأنها أدوات فعالة في بناء سردية وطنية راسخة.
حكاية بلا رواة
وانتقد الرفاعي “سلبية الدولة الأردنية”، قائلاً: “مش قادرين إنه نتحدث عنها”، مطالباً بإعادة موضوع “التربية الوطنية” إلى المناهج، ليُعرّف الأجيال على ما حصل في آخر مئة عام من تضحيات ومنجزات كبرى.
واختتم قائلاً: “يجب أن نكون واثقين ممن نحن، فالهُوية الأردنية واضحة للجميع ويجب أن نحتفي بها، ونحتفي بكل ما نقدمه داخلياً وخارجياً”.
لكن في المقابل، عبّر عن أسفه لوجود من يشكك في الهوية الوطنية ويهاجم كل ما تقوم به الدولة، مضيفاً أن لهؤلاء “مآرب” خاصة.
سردية غائبة… وذاكرة مهددة
الرفاعي شدد على ضرورة التركيز على الأبعاد الأربعة لسردية الدولة: الوطني، والعربي، والإسلامي، والعالمي، لا الاكتفاء بالبُعد الوطني فقط. وطالب بتحويل خطاب الإعلام الأردني إلى خطاب دولي مؤثر.
وأشار إلى أن هناك اهتماماً متزايداً من جيل الشباب لتوحيد ما يسمى “السردية الكبرى” على مستوى الدولة، لكنه اعترف أن هناك تقصيراً واضحاً في بناء هذه السردية.
“لم يتم تطوير الحكاية الأردنية كما يجب”، أضاف الرفاعي، محذراً من أن نسبة كبيرة من الجيلين الجديد والقديم تجهل الرواية الوطنية، وتتقبل روايات معادية للأردن.
وختم بتحذير مؤلم: “هناك خوف من أن يأتي يوم لا تدرك فيه الأجيال اللاحقة حجم التضحيات التي قدمتها الأجيال السابقة”، داعياً إلى رواية وطنية لا تدافع فحسب، بل “تنصف الوطن والدولة”.
د. علي الطراونة يفتح النار
هاجم علي الطراونة في تغريدة له ما قاله الرفاعي، ووصفه بأنه يقتل التيل ويمشي في جنازته.
عمر كامل يرد
يرد الناشط عمر كامل المعروف بتبتني خط “التيار الوطني” على ما قاله العين سمير الرفاعي، دون أن يسميه، بتقديم نقد لتطبيق مفهوم الهوية الوطنية الجامعة كما يراه الكاتب، متناقضاً مع السردية الرسمية أو المثالية التي قد يطرحها الرفاعي.
بينما يصف سمير الرفاعي الهوية الوطنية الأردنية بأنها “هوية أردنية عروبية بثقافة حضارية إسلامية وسطية لا يختلف عليها عاقلان”، مؤكداً أنها “تبلورت نتيجة مئات العوامل والكثير من التحديات والنضالات” واكتسبت سماتها من “الشخصية الوطنية الأردنية التي تقوم على الانفتاح والاعتدال”. ويقر بوجود “تقصير” في تقديم قصة الوطن وسرديته، وأن الجامعات أصبحت “ملاذاً للهويات الفرعية القاتلة” بدلاً من خلق الهوية الوطنية الجامعة.
من جانبه، يؤكد كاتب النص على رغبته في هوية جامعة، لكنه يرفض بشدة الهوية “التي تطرحونها” والتي يصفها بأنها “تذيبني” وتُطالبه “أن أخلع تاريخي لأكون بلا ذاكرة، من دون سرديتي، من دون شعوري بأردنيتي”. ويرى أن هذه الهوية المرفوضة “تلغيهم” بدلاً من أن “تُنصف الأردنيين”.
سند مجلي يؤيد الرفاعي
لكن الناشط في “التيار الوطني” سند مجلي يختلف مع عمر كامل، حيث يبدو منسجماً مع قاله الرفاعي، إذ قال: شارك مستشار الامين العام المهندس مؤيد المقابلة ومساعد الامين العام للشباب السيد سند مجلي من حزب نماء في الندوة التي اقيمت اليوم بمنتدى الدكتور محمد الحموري بعنوان ” سردية الاستقلال من الاستقلال إلى المستقبل ” مع دولة سمير الرفاعي رئيس الوزراء الاسبق…
المفتش العام يهاجم الرفاعي
حساب المفتش العام هاجم الرفاعي، واصفا إياه بأنه صديق باسم عوض الله، وهو ما دفع إحدى المعلقات لتنبيهه إلى أن علاقة الرفاعي وعوض الله كانت سيئة. وقال المفتش
عودة إلى سمير الرفاعي الأول
حساب اسمه سارة العلي أعاد، في رد شبه مباشر، نشر وثائق ومعلومات عن تاريخ سمير الرفاعي الجد.
أخبرهم يا صلاح
حساب يدعى “أخبرهم يا صلاح” يعتقد أن من يديره يدعى عباس الصمادي ومعروف عنه صلته بالمخابرات كال المديح لمحاضرة الرفاعي.