
أشار الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إلى أن حادثة إطلاق صاروخين من طراز غراد من بلدة تسيل في محافظة القنيطرة السورية نحو جنوب الجولان المحتل تثير العديد من علامات الاستفهام، مرجّحًا احتمال أن يكون الاحتلال الإسرائيلي هو الجهة التي رتبت العملية نفسها.
وأوضح أبو زيد في تصريح لـ”الأردن 24″ أن الجهة التي تبنّت العملية وتطلق على نفسها اسم “مجموعة محمد الضيف” تم تأسيس قناتها على تطبيق تلغرام حديثًا، في 31 أيار الماضي، أي قبل أيام قليلة فقط من تنفيذ العملية، في مؤشر على افتقارها لأي تاريخ قتالي حقيقي.
ولفت إلى أن بلدة تسيل سبق أن دخلها جيش الاحتلال أكثر من مرة، وتنتشر قواته في قرية نافعة المجاورة، مشيرًا إلى أن صواريخ غراد لم تكن بحوزة الفصائل المسلحة في سوريا من قبل، وإنما هي من الأسلحة المعروفة في ترسانة حزب الله، مما يعزز الشكوك حول الجهة المنفذة.
وأكد أبو زيد أن التوقيت يحمل دلالات مهمة، إذ يعيش الكيان الصهيوني أزمة داخلية متصاعدة، خاصة بعد عمليتين نوعيتين في شمال غزة خلّفتا قتلى وجرحى في صفوف جيشه، مما يجعل من الحادثة أداة لإعادة توجيه الأنظار وفتح جبهة جديدة لتصدير أزماته، وربما تبرير هجوم جديد على الأراضي السورية تحت ذريعة “الرد على العدوان”.
وأشار كذلك إلى أن لغة البيان الصادر عن المجموعة المشبوهة تؤكد هذه الشكوك، إذ جاء فيه أن العملية ردّ على “استهداف المستضعفين في غزة”، في تعبير لا يستخدم عادة في أدبيات المقاومة الفلسطينية، مما يطرح تساؤلات حول الجهة الحقيقية التي تقف خلف البيان.
وأضاف أبو زيد أن التحركات الأخيرة للرئيس السوري، التي تتضمن استعادة زمام الاستقرار الداخلي وظهوره على الساحة الدولية، أزعجت إسرائيل بشكل واضح، لا سيما بعد لقائه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي قد يدفع الاحتلال لمحاولة إرباك المشهد السوري وقطع أي تقارب محتمل مع واشنطن.
وختم بالقول إن زمان ومكان إطلاق الصواريخ تم اختياره بعناية استخبارية، ما يعزز فرضية أن “الاحتلال هو من يقف وراء هذه الحادثة، سواء مباشرة أو عبر أدوات أمنية على الأرض”.
🔻 خلفية الحدث:
وكانت صواريخ من طراز غراد قد أُطلقت مساء أمس من منطقة تسيل في ريف درعا الجنوبي باتجاه الجولان السوري المحتل، لتقوم قوات الاحتلال بعد ذلك بالرد عبر قصف مدفعي استهدف ذات المنطقة، بالتوازي مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق الساحل السوري، في تصعيد عسكري مفاجئ يُحتمل أن يكون جزءًا من سيناريو أوسع للتصعيد الإقليمي.