
وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة، بعث محمد السنوار، أحد أبرز القادة الميدانيين في حركة حماس، برسالة مباشرة إلى غرفة الوسطاء، أعلن فيها بوضوح أن “الكتائب لن تسلّم سلاحها”، وأن خيار المقاومة مستمر حتى “الاستشهاد”، مؤكدًا رفض قادة الأركان في غزة لأي حلول تطرح مغادرتهم القطاع، أو ترحيلهم مقابل وقف العمليات العسكرية.
الرسالة جاءت في خضم وساطات مكثفة تقودها قطر ومصر، وتشارك فيها تركيا، في محاولة لإقناع قيادة حماس بالخارج بما وصفته تلك الأطراف بـ”الصفقة الكبرى”، وهي خطة تقول مصادر مطلعة إنها تحظى بدعم مباشر من فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتتضمن تقديم امتيازات اقتصادية مقابل تهدئة طويلة الأمد في غزة.
لكن قيادة حماس في غزة، بحسب ما نقل إلى الدوحة، ترفض بشدة أي صيغة تُفضي إلى نزع السلاح أو إخراج القادة من القطاع. وتُفيد الأنباء بأن السنوار وجّه رسائل واضحة تفيد بأن المقاومة ثابتة، وأنه “لا سلامة شخصية على حساب الثوابت الوطنية”، وأن انسحاب الاحتلال هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.
في المقابل، يحاول الوسطاء إعادة صياغة مفاهيم الطرح الأمريكي بطريقة جديدة، تركز على توفير بيئة معيشية آمنة عبر وقف إطلاق نار طويل، مع تسوية تتيح “انتقالًا منظمًا لبعض قادة حماس إلى الخارج” كجزء من توافقات إقليمية. وقدّم فريق ترامب تصورًا جديدًا يُطلق عليه “التشبيك”، يربط بين هيئة مجتمعية مدعومة من حماس ومصر لإدارة مرحلة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، وبين وكالة إنسانية أمريكية وعد ترامب بتأسيسها لتقديم مساعدات لغزة.
ويُروّج الأمريكيون لهذا النموذج كحل وسط، يقولون إنه قد يعالج بعض الأزمات الصامتة، لكن لم تتضح بعد طبيعة التدخل الإسرائيلي في تفاصيل هذه الخطة. وبينما يرى سياسيون من حماس أن الطرح قد يكون “الفرصة الأخيرة”، تؤكد قيادة غزة أن الكلمة الأخيرة للميدان، والقرار للمقاومة.