
في تطور ميداني خطير يشبه أفلام الجريمة المنظمة، أعلنت مديرية الأمن العام بفخر عن ضبط خلية مكوّنة من ثلاثة أحداث عرب بعد عملية أمنية معقدة، وذلك على خلفية حادثة إلقاء علم على الأرض في العاصمة، وهي الواقعة التي كادت، بحسب ما فهمناه من “تويتر إكس”، أن تطيح بأركان الدولة.
التحقيقات قادت إلى شابين ظهرا يركلان علماً على الجسر، بينما كان الثالث، على ما يبدو، يقوم بجمع الأعلام كنوع من التجارة الوطنية الرابحة – إعادة تدوير الرموز مقابل ثمن! وقد أكدت المديرية، بحزم لا يلين، أنها لن تتهاون مع “كل من تسوّل له نفسه” مدّ قدمه إلى راية الوطن.
ولكن الحدث لم يتوقف عند الأمن… الدراما الحقيقية كانت على تويتر إكس، حيث شهدنا مزيجاً من الصدمة الوطنية، والانهيار المعنوي، وحملات التكهن السياسي التي تقترح – ضمنياً – وجود جهاز خارجي يقف خلف الأحداث الثلاثة… ربما وكالة أجنبية تسعى لضرب الوحدة الوطنية من خلال ركل قماش على جسر.
إحدى المغردات كتبت بحُرقة: “يا عيب العيب!”، وهي جملة أثبتت مجددًا أنها تصلح لوصف كل شيء، من انقطاع الماء إلى بداية الحرب الباردة الجديدة.
ولأن المصائب لا تحل إلا بالرد الرمزي، قام مواطن غيور برفع علم جديد فوراً في نفس المكان، وكأن الأردن على حافة الانهيار ما لم يُعاد رفع العلم في الدقيقة التالية! وأطلق على الجناة لقب “الحاقدين على الوطن“، رغم أن أحدهم اعترف ببساطة أنه كان ينوي بيع الأعلام… فيا للخيانة الاقتصادية!
وكان من الممكن اختصار كل هذه الحكاية، عزيزي المواطن، بواحد من حلين عمليين:
- قيام الأمن العام بهدوء بالقبض على الفاعلين – وهو ما حصل فعلاً، دون الحاجة لعاصفة سيبرانية.
- أو أن يأتي شاب آخر ويرفع علمًا جديدًا – وهو أيضًا ما حصل… فهل انتهت الأزمة؟ أم ننتظر موسماً ثانياً بعنوان: عودة العلم المرتد؟
ويبقى السؤال الأهم: كم علمًا علينا رفعه حتى نتأكد أن الوطن ما زال بخير؟