
عمان، الأردن – في تحليل لاذع نشره مؤخراً على صفحته على فيسبوك، قدم الفقراني علي الطراونة نقداً حاداً للأوضاع الراهنة في العالم العربي والإسلامي، متناولاً قضايا الوحدة، التخلف، والموقف من الصراع الإقليمي. وقد أثار منشور سابق للطراونة نقاشاً واسعاً حول قول منسوب للإمام علي بن أبي طالب، مما كشف عن عمق الانقسامات والخلافات داخل المجتمع.
جدل حول التاريخ وتجاهل الواقع: بدأ الطراونة حديثه بالتعبير عن استيائه من الجدل الذي أثاره منشور سابق له على فيسبوك، والذي تضمن قولاً منسوباً للإمام علي بن أبي طالب حول “اتباع سهام العدو لمعرفة أهل الحق”. وأشار إلى أن هذا المنشور حصد 361 تعليقاً على صفحة البرنامج و183 تعليقاً على صفحته الشخصية، وتجاوز النقاش حوله أهمية القضية الفلسطينية وحرب إيران وإسرائيل. وعبر عن إحباطه من انشغال الأمة بـ”شيء صار قبل 1450 سنة”، بينما أمم أخرى مثل أمريكا (التي عمرها 250 سنة) تتقدم، معتبراً ذلك دليلاً على أننا “جاع واسفل اسفل الامم”. وتساءل الطراونة بسخرية عن إسهامات الأمة للإنسانية في الـ1455 سنة الماضية، منتقداً تجاهل العرب لعلماء كالفارابي وابن سينا لكونهم فرساً. كما استنكر النقاشات حول جواز قول “عليه السلام” لغير الأنبياء، معتبراً أنها صراعات هامشية تُبعد الأمة عن قضاياها الأساسية.
نقد لاذع للنظام في الأردن وقادة المنطقة: لم يسلم النظام من نقد الطراونة، حيث وجه انتقادات حادة لأحد المسؤولين، “طوقان”، واصفاً إياه بـ”العالم الوحيد اللي ظال عننا في الأردن”. واستنكر تصريحاته بعدم القلق من انفجار مفاعل ديمونة الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الأردنيين “ما بيقلقوا يا زلمة… ظل عندنا احساس حتى نقلق ما ظل عنا بلد احنا”. كما انتقد غياب الوحدة العربية والإسلامية، معتبراً أن “العالم الوحيد اللي ظال عننا في الأردن طوقان بس”.
الكيان الإسرائيلي وتناقضات الأمة: أكد الطراونة قناعته بأن “الكيان زائل”، واصفاً حالة الهستيريا والذعر التي أصابت الإسرائيليين خلال بحثهم عن الملاجئ، ومقارناً إياهم بحشد يائس يتدافع للهروب. وأشار إلى أن آلاف الدولارات تدفع من قبل الإسرائيليين للفرار إلى قبرص بالقوارب، مشبهاً ذلك بما حدث من هجرات في سوريا. على الرغم من هذه الصورة، يرى الطراونة أن العرب ما زالوا منقسمين ويتناحرون حول شخصيات تاريخية كـ”ابن علقمة وابن شلقمة”. وفي المقابل، أشاد بوحدة “اللّمم” الإسرائيليين الذين جاؤوا من 180 دولة ويتفقون على هدف واحد: “إسرائيل وطنك من الفرات إلى النيل”. كما وجه نقداً لتركيا، مشيراً إلى أن ميزانها التجاري مع إسرائيل بلغ 9.5 مليار دولار، وأنها استمرت في تزويد الكيان بالاحتياجات الأساسية حتى بعد أحداث 7 أكتوبر، على عكس إيران التي قال إنها “ما عندها علاقات تجارية” مع إسرائيل. ولمح إلى إمكانية وجود علاقات سرية بين إيران وإسرائيل، معتبراً في هذه الحالة أنهما “وجهان لعمري واحدة”.
نقد الساسة ونداء للوحدة: انتقد الطراونة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفاً إياه بالشخصية المتقلبة التي تصدر تصريحات متضاربة وتقضي وقتها على وسائل التواصل الاجتماعي. كما ذكّر بفشل التدخلات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان وفيتنام. ختاماً، دعا الفقراني علي الطراونة إلى نبذ الفساد والتفرقة، والتحلي بالوحدة والإخوة بين المسلمين. وحذر بشدة من تكفير الآخرين، مؤكداً أن الله سيحاسب من يفتئت على سلطته ويحكم على مصير الناس في الآخرة. ودعا للصالحين والشرفاء بالجنة.