
في بث مباشر عبر قناتها على موقع يوتيوب، وجهت المعارضة الأردنية ريمون رباح انتقادات قاسية وشديدة اللهجة للنظام الأردني، متهمة إياه بالفساد والتآمر وقمع الحريات والفشل في إدارة شؤون البلاد. وتناولت رباح في حديثها عدة قضايا اعتبرتها خطيرة ومؤشراً على تردي الأوضاع في الأردن.
قضية عون الخصاونة وتدخلات خارجية:
سلطت رباح الضوء على ما وصفته بـ “محاولة تضييق شنيعة ودنيئة” على رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة. واتهمت رباح النظام الأردني صراحةً بأنه “يتآمر على عون الخصاونه لصالح الامارات”، وذلك من خلال فرض منع سفر عليه. وذكرت أن هذا الإجراء جاء لمنع الخصاونة من التوكل في قضايا دولية أمام المحكمة الدولية، مثل قضية رفعتها السودان ضد الإمارات وقضية أخرى رفعتها نيكاراجوا ضد ألمانيا لدعمها الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت أن هذا المنع كان بمثابة محاولة لإسكات الخصاونة بطلب من الإمارات. كما أشارت إلى تعرض الخصاونة لحملة “تشويه سمعه” من قبل محسوبين على النظام.
دعوات التطبيع و”باعة الشرف”:
انتقلت رباح لمهاجمة المسؤول الأسبق جواد العناني بشدة بالغة، مشيرة إلى أنه “يطلب الاردنيين بالتطبيع العلني مع الاحتلال عينك عينك لا حياه ولا خجل”. ووصفت طلبه بالتطبيع بأنه خيانة للشرف وللناس التي ماتت في فلسطين. وتساءلت مستنكرة: “مين مين قال لك انه الشعب الاردني بده يطبع”، مؤكدة رفض الشعب الأردني التام للتطبيع على المستوى الشعبي.
سياسة النظام وقمع الكفاءات:
اتهمت رباح النظام الأردني بأنه يعمل بناءً على من يدفع أكثر، وقالت: “عبد الله الثاني بتعرفوا يا اخوان اللي بيدفع اكثر روح معه”. وادعت أن النظام “لا بده مفكرين ولا بده متعلمين ولا بده ادباء ولا بده شعراء ولا بده محاميين ولا بده فنانين ولا بده حركه سياسيه ولا بده شيء”، بل يريد “ناس تحملوا افكار تافهه”. وقالت بمرارة إن “كل حدا كويس في الاردن نسفوا عبد الله الثاني”، متهمة النظام بالعمل على قتل كل شيء جيد حوله. كما انتقدت غياب الأحزاب الفاعلة وتفاهات عمل مجلس النواب.
حالة الحريات ودور الأجهزة الأمنية:
أكدت رباح أن “حالة الحريات في الاردن من اسوا الحالات في الدول العربيه”. واتهمت وزير الإعلام بالكذب فيما يتعلق بحرية التعبير في البلاد. وقالت إن الملك عبد الله الثاني “متفرد في كل شيء بيتحكم في كل البلد”، وأنه “بيتعامل مع الخارج ويتامر مع الخارج على الداخل”.
وصفت جهاز المخابرات العامة بأنه “ملطشة” للملك ولكل فاسد، وأنه “بتشتغل شغل وسخ ما بتشتغل شغل كويس للبلد”، وأن شغلهم ينحصر في “شغل اسقاط بس”. كما وجهت انتقادات شديدة للمركز الوطني لحقوق الإنسان ورئيسته، متهمة إياهما بعدم الجرأة على نشر تقارير حقيقية عن حالة الحريات والاعتقالات في الأردن، وقالت مستنكرة: “عننا مركز وطني لحقوق الانسان والدوله نازله تعتقل يمين وشمال”. وتحدت المركز ورئيسته بـ “تطلعي تقارير دوليه او اعلاميه عن اخر المعتقلين اللي تم اعتقالهم”.
قضايا أخرى ومستقبل النظام:
تطرقت رباح إلى قضايا أخرى، منها انتقادها للملك بسبب قسوته على أفراد من عائلته كالأمير حمزة والأميرة هيا. كما انتقدت الملكة رانيا واتهمتها بالمشاركة في الفساد وإنفاق أموال الأردنيين على نفسها. وتحدثت عن وجود معتقلين سياسيين مثل أسامة العجارمة وصبر المشاعلة وسفيان الخريسات.
وتوقعت رباح أن يفقد النظام دعمه الخارجي، قائلة إن الملك “رح يرفع عنك الغطاء” وإن داعميه الخارجيين “رح يبيعك بقشره موزه”. وخلصت إلى رؤية قاتمة لوضع البلاد قائلة: “البلد مش لنا البلد للفاسدين… البلد لكل واحد متامر وحقير وندل”. وعلى الرغم من إقرارها بأن الأردنيين “صاروا يخافوا يطلعوا مسيرات”، إلا أنها أكدت أن صبر الشعب سينفد وأن “بيجي عليهم لحظه… بفيض فيهم الكيل وبيطفح فيهم الكيل وبطلوا يسكتوا لك”. واختتمت حديثها برسالة موجهة للملك قائلة: “انت ما ظل الك نهائيا عننا مكان”.
تلخص هذه التصريحات وجهة نظر المتحدثة الحادة التي تتهم النظام الأردني بالفساد والتآمر الداخلي والخارجي وقمع الحريات على حساب المواطنين.